أفاد تقرير أن الليرة اللبنانية تراجعت إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 35600 مقابل الدولار بعد هدوء نسبي على مدى بضعة أشهر. ومن المتوقع أن يؤدي الانزلاق الأخير للعملة إلى تفاقم التحديات الاقتصادية التي يواجهها لبنان.
إهلاك الليرة اللبنانية
في إشارة إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية المستمرة في لبنان، أفادت التقارير أن سعر صرف الليرة اللبنانية في السوق السوداء قد انخفض إلى أدنى مستوى له على الإطلاق عند 35600 مقابل الدولار. وفقاً لتقرير قناة الجزيرة، فقد استغرق الأمر أسبوعين فقط حتى ينخفض سعر صرف الليرة اللبنانية في السوق السوداء من 26800 إلى آخر سعر. في وقت كتابة هذا التقرير، كان سعر الصرف الرسمي لـ الليرة اللبنانية هو 1510 لكل دولار.
أدى الانخفاض السريع في قيمة الليرة إلى تفاقم الوضع الاقتصادي الصعب بالفعل في لبنان؛ وكما لوحظ أيضاً في تقرير للجزيرة، فإن انخفاض العملة قد سبقته زيادة بنسبة 25٪ في أسعار البنزين. ومن المتوقع أن تؤدي خطط إلغاء الدعم – والذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى زيادة الأسعار – إلى تفاقم محنة سكان البلاد.
وبينما ألقت السلطات في لبنان باللوم على ارتفاع التضخم العالمي، يعتقد بعض الخبراء أن الأسباب المحلية هي المسؤولة إلى حد كبير عن تدهور الوضع في البلاد. أحد الخبراء، المستشار المالي ميشال كوزة، أوضح: “عندما تتغير الأسعار العالمية، لن يُضرب لبنان مرة واحدة، بل مرتين، لأننا لا نستطيع حماية قيمة الليرة اللبنانية “.
خطة الإنقاذ من صندوق النقد الدولي
وقال التقرير إنه بينما نجح لبنان لفترة وجيزة في وقف انخفاض الليرة في وقت سابق من العام، فإن الموارد المحدودة للبلاد تعني أن سياسته في الدفاع عن الليرة لا يمكن أن تستمر. في غضون ذلك، نقل التقرير عن أحد السياسيين المنتخبين حديثاً في البلاد، مارك ضو، إصراره على أن لبنان لن يتمكن من الخروج من مأزقه الحالي إلا إذا أجرى إصلاحات.
وأوضح ضو أن “الإصلاحات المالية مثل ضوابط رأس المال، والسرية المصرفية، واستقلال القضاء، وعدد قليل من الأمور الأخرى، تعتبر أساسية لاستعادة الثقة وتحقيق الاستقرار في الأسواق”.
وأضاف السياسي أن البلاد بحاجة إلى تنفيذ الإصلاحات لأن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنها من خلالها التأهل لخطة إنقاذ مالي من صندوق النقد الدولي.
