كان لحظر التعدين العظيم في يوليو الماضي تأثير عميق على صناعة التعدين بشكل عام، حيث فقدت شبكة البتكوين أكثر من 50٪ من معدل الهاش ريت (hash rate) الخاص بها بعد الحظر. في الواقع، لقد كان التأثير الأكبر هو أن المعدنين في أجزاء أخرى من العالم اكتسبوا ميزة، كما أدى توزيع قوة الهاش ريت إلى تعزيز أمان الشبكة أكثر.
لا مزيد من الصين في البيتكوين
بعد الإعلان عن الحظر في أبريل الماضي، انخفض معدل الهاش ريت بشكل مباشر من 197 مليون تيرا هاش إلى 61 مليون تيرا هاش في أدنى مستوياته على الإطلاق. ونظراً لإجبار المعدنين على إيقاف عمليات التعدين في الصين، فقد انتقلوا إلى أماكن أخرى من العالم.
استغرق الخَدش الناتج عن خروجهم 9 أشهر ليتم إصلاحه، وبالأمس أخيراً، سجل معدل الهاش ريت الخاص بالبتكوين أعلى مستوى جديد على الإطلاق، بلغ 215 مليون تيرا هاش. هذا يتحدث بشكل واضح عن روح البتكوين، أي اللامركزية، حيث عاد أكثر من 140 مليون T / hs عن طريق المعدنين بطريقة غير منسقة أو متفق عليها.
بالإصافة إلى ذلك، فقد تخلصت الشبكة أخيراً من ادعاء اعتماد البتكوين على الصين، حيث أن هذا البلد اليوم ليس له أي سيطرة في هذا المجال ومع ذلك فإن الشبكة مستمرة في الازدهار. يأتي هذا أيضاً في نفس الوقت الذي أعلنت فيه بلوك (Block) عن نيتها تطوير طريقة تعدين أكثر توزيعاً وفعالية من خلال تركيز جهودها على أكبر المشكلات التي يواجهها المعدنين – التوافر والموثوقية والأداء.
وبالتالي، فإن دخول المزيد من الشركات العامة مثل سكوير (Square) في صناعة التعدين سيساعد بشكل أفضل في فهم مستقبل التعدين والتنبؤ به. وفقاً للبيانات الواردة من غالاكسي ديجيتال (Galaxy Digital)، في الوقت الحالي تمثل الشركات العامة 18٪ فقط من إجمالي معدل الهاش ريت. ومن المتوقع أن يرتفع هذا إلى 40-45٪ بنهاية عام 2022 بناءً على الطلبات المتزايدة على أجهزة التعدين ASICs لهذا العام. وإذا ما تم الأخذ بالعوامل الأخرى في الاعتبار أيضاً، فإن التقرير يُقدر وصول معدل الهاش ريت إلى 335 مليون تيرا هاش في المتوسط بحلول نهاية عام 2022.
نستنتج مما سبق ذكره أعلاه، أن هذه اللحظة هي نقطة تحول في تعدين البيتكوين، حيث أن الشبكة اليوم أصبحت خالية من أي هيمنة من قِبل الصين، وأصبحت لا مركزية حقاً بكافة الطرق.