ترك المسار الغريب لعملة البتكوين خلال الشهرين الماضيين السوق في حالة غريبة من الارتباك والتشتت. في الواقع، كان مسار البتكوين بعد أوائل شهر نوفمبر في الغالب في اتجاه هبوطي – حيث حقق ارتفاعات منخفضة وأدنى مستويات منخفضة في كل مرة؛ هذا بعد بلوغها لأعلى مستوى سعري على الإطلاق 69000 دولار.
ثم أدى الانهيار الكبير الذي حدث في 4 ديسمبر إلى انخفاض عملة البيتكوين إلى 42 ألف دولار؛ ونظراً لأنه تم اختبار نفس مستوى السعر مرة أخرى في 7 يناير الحالي، فقد اتخذت معنويات السوق منعطفاً نحو الأسوأ.
تراجع الاهتمام
في ديسمبر، سجلت البتكوين أكبر خسارة شهرية لها منذ الانهيار الذي حدث في مايو 2021 عندما انخفضت بنسبة 49.2٪ من أعلى مستوى لها آنذاك عند 58،943 دولاراً وانخفضت إلى 29،925 دولارًا في 19 يوماً فقط. في ديسمبر، انخفضت البتكوين (BTC) بأكثر من 30 ٪ من أعلى مستوى على الإطلاق والبالغ 69000 دولاراً أمريكياً حيث سجلت أحجام العقود الآجلة أيضاً أكبر انخفاض شهري بنسبة 77.4 ٪ إلى 11 مليار دولار.
علاوة على ذلك، تراجعت أحجام التداول الفورية من أكبر 15 بورصة من الدرجة الأولى بنسبة 22.6٪ مقارنة بشهر نوفمبر، وبلغ إجمالي الأحجام الفورية 1.4 تريليون دولار، وفقاً للتقارير المتعددة. جاء ذلك في أعقاب الاتجاه العام لأسعار العملات المشفرة في الانخفاض في ديسمبر. واستمر هذا في العام الجديد، متحدياً التوقعات بتحقيق صعود في عام 2022.
وإذا أمعنا النظر ودققنا في مؤشر الخوف والجشع (Bitcoin Fear and Greed Index)، ستجد أن معنويات السوق مع انخفاض البتكوين بالقرب من علامة 40 ألف دولار قد أصبحت في حالة من “الخوف الشديد”. على وجه التحديد، لقد سجلت أدنى قيمة لها منذ يوليو من العام الماضي. أيضاً، انتقل المزيد من عملات البيتكوين إلى البورصات خلال الأسبوع الماضي، الأمر الذي يشير إلى تحول هبوطي معتدل في معنويات المستثمرين.
صافي التدفقات الداخلة هذا يشير إلى نية المستثمرين في البيع، بينما تمثل التدفقات الخارجة المستمرة معنويات احتفاظ وتمسك قوية بالعملة؛ كما أنه يقلل من العرض المتداول. وبالتالي، تأجيج الروايات عن صدمة العرض. لذلك، وفي حين أن الارتفاع الأخير في صافي التدفقات الداخلة إلى البورصات لا يشير إلى حدوث تحول تام في الاتجاه، إلا أنه يقدم إمكانية لحدوث عمليات بيع مكثفة في السوق مستقبلاً.
ما هي العتبة التالية ؟ 30 ألف دولار أم 50 ألف دولار؟
تبدو حركة سعر البتكيون الآن مشابهة بشكل مخيف لحركة السعر في فبراير ومايو عندما وصل السعر إلى أربعة قمم حيث سجل مؤشر القوة النسبية ارتفاعات منخفضة. أدت قمم الأسعار الأربعة التي سجلت ارتفاعات منخفضة جنباً إلى جنب مع مؤشر القوة النسبية الذي يكرر نفس الاتجاه الهبوطي إلى انخفاض البتكوين إلى مستوى 30 ألف دولار في مايو.
مرة أخرى، ونظراً لأن البتكوين تقف بالقرب من الـ 40 ألف دولار، فإن السؤال هو نفسه – ما إذا كانت سعر البتكوين سيصعد إلى 50 ألف دولار أو يهبط إلى 30 ألف دولار أولاً؟
حتى وقت كتابة هذا التقرير، بدا الدعم البالغ 40 ألف دولار مثل الأمل الأخير للمضاربين على صعود البيتكوين في حدوث انعكاس ذي مغزى يجعل البتكوين قادرة على تكرار المكاسب. ومع ذلك، لا يزال هناك خط لاتجاه هبوطي أكبر يمكن تجاوزه.
في الوقت الحالي، يمثل الانعكاس في مؤشر MVRV على أساس سنوي فرصة انعكاس مناسبة، ولكن إذا فشل السعر في الصمود، فإن التوقعات الصاعدة ستبطل.
في الختام، وفقاً لتحليلات بت كوين عربية – وهي ليست بنصحية استثمارية على الإطلاق – إذا أغلقت البتكوين الأسبوع بأقل من 40 ألف دولار، فهناك احتمال جيد جداً لزيارة دعم الـ 30 ألف دولار على المدى القصير. كما قد يؤدي الانعكاس الحاسم لمستوى 40 ألف دولار إلى تحرك البتكوين للأمام، وربما تصل إلى 50 ألف دولار.
